26/06/2008
الطلاب: الامتحان صعب جدا ومن خارج المنهج.. 7 حالات إغماء في أسيوط.. وطالب يضرب مراقبا بالحزام
كتب: علي البدراوي ـ أميرة هشام
الغربية: محمد مبروك ـ جنوب سيناء: زياد حمادة ـ الدقهلية: مني باشا ـ المنوفية: محمد مصطفي ـ أسيوط: إسلام رضوان
أجمع طلاب الثانوية العامة بمرحلتيها، أمس، علي أن امتحان مادة الإحصاء كان تعجيزيا، وطويلاً جدا، ووقعت حالات إغماء في صفوف الطالبات في مختلف المحافظات وساد الحزن والغضب أوساط أولياء الأمور الذين انتقلت إليهم عدوي الصراخ والبكاء الهستيري ووصل الأمر إلي حد لطم الخدود، وفي مدرسة المنيرة، تعرضت الطالبات لحالات انهيار عصبي وهستيري بمجرد انتهاء وقت الإجابة، وخرجن وهن في حالة بكاء، وارتمين في أحضان أولياء أمورهن وانخرط الجميع في نوبات بكاء وصراخ.
وقال الطالب عبدالعزيز محمد: «امتحان الإحصاء كان صعباً لدرجة أن غالبية الطلاب لم يستطيعوا حل كل الأسئلة حتي النهاية» ولفتت الطالبة بسمة محمود إسماعيل من مدرسة علم الدين الثانوية بنات إلي أن «الفقرة ب في السؤال الثالث لم ترد في المنهج». واعتبرت الطالبة سماح ياسر أن الجزءأ في السؤال الرابع من خارج المنهج وكذلك سؤال الطول المعياري إضافة إلي أن الامتحان طويل جدا، وتساءلت أم إحدي الطالبات: «إلي متي سنظل نتحمل هذا العذاب والضغط النفسي الذي يسببه لنا مسئولو وزارة التربية والتعليم».
في لجنة مدرسة السيدة نفيسة الثانوية بنات، بمدينة نصر تعاطف المراقبون مع الطالبات وسمحوا لهن بالغش وهو ما رفضنه قائلة: «الملازم والمذكرات اللي معانا لن نستفيد منها لأن الامتحان من خارج المنهج»، وفي لجنة مدرسة مبارك التجريبية لغات حدث هرج ومرج بين امتحان مادتي الإحصاء والاقتصاد وأخبرتنا الطالبة «م.ك» أنها سمعت صراخا شديدا من حولها، ولم تتبين الأمر، وأخبرتها زميلات لها أن هناك طالبة ألقت بنفسها من الدور الثاني ولكنها لم تر شيئا، وكان ضباط الشرطة موجودين في المدرسة في تلك الأثناء.
وقال أحد الطلاب، رفض ذكر اسمه، إن أحد المراقبين جذب منه ورقة الإجابة بعنف وتمزقت فما كان منه إلا أن خلع حزام البنطلون وضرب المراقب ضربا مبرحا، ويكمل الطالب قائلا: «أنا غير نادم علي ما فلعت ليس لدي ما أفسره بعد ضياع مستقبلي بسبب صعوبة الامتحان» وأبدي بعض أولياء الأمور سعادتهم بما حدث، وقالوا: «خلي مبارك بقي يتحرك شوية.. شوف وصل الطلاب لإيه؟».
وفي الدقهلية أجمع الطلاب علي أن الامتحان تعجيزيا علي عكس السنوات السابقة، وأنه من خارج المنهج وكان الدعاء علي واضعي الامتحان هو القاسم المشترك أمام جميع اللجان، خاصة في الوقت الفاصل بين امتحان الإحصاء والاقتصاد، وقال بعض أولياء الأمور «ربنا يحرق قلوبهم علي ولادهم زي ما حرقوا قلبونا»، وانتشرت حالات البكاء الجماعي والانهيارات فور خروج الطلبة في الاستراحة بين المادتين ووقعت حالات إغماء في لجان مدينتي المنصورة والسنبلاوين، وأكد الطلاب أن امتحان مادة الاقتصاد كان سهلا بعكس ما عانوه من امتحان مادة الاحصاء علي الإطلاق.
وشهدت بعض مدارس المنوفية حالات إغماء وبكاء هيستيرية شديدة، وأعرب طلاب في مدارس المساعي الثانوية بنين وعبدالمنعم رياض بنين والثانوية بنات عن غضبهم من صعوبة الأسئلة، وأجمع الطلاب محمد إسماعيل صبري ويوسف الفخراني وفتحي الشرقاوي علي أن واضع الامتحان لم يراع الفروق الفردية بين الطلاب، مؤكدين أن الأسئلة من خارج المنهج وغامضة.
وفي جنوب سيناء تعرض الطلاب لحالات انهيار عصبي وانخرط أولياء الأمور في البكاء أمام اللجان قائلين: «التالتة تابتة وأولادنا سقطوا ولا طب ولا هندسة»، وقال الطالب علي المحمدي «إن صعوبة مادة الإحصاء أضاعت فرحتنا بسهولة مادة الاقتصاد».
وفي أسيوط شهدت مدارس خديجة يوسف للبنات وسميح السعيد وطه حنفي للبنين 7 حالات إغماء بسبب صعوبة الامتحان وقالت الطالبة آيات محمد كامل: الامتحان صعب جدا ومن خارج المنهج، وطويل والوقت غير كاف، وخرجت الطالبة رغدة سامح في لجنة 13 بالمدرسة نفسها من اللجنة ورفضت الإجابة.
وقال الطالب أبوبكر محمد نجاتي بمدرسة طه حنفي: «حسبي الله ونعم الوكيل في اللي وضع الامتحان، حيث لم يأت مثيل له منذ عام 1997 وكان يحتاج إلي طلبة العلمي قسم الرياضيات للإجابة عنه ولابد من محاسبة الشخص الذي وصفه بأنه أهدر الكثير من الدرجات علينا».
وقال الدكتور رضا أبوسريع، رئيس عام الامتحانات: «إن الورقة الامتحانية لمادة الإحصاء مكونة من ثلاثة أسئلة، الأول إجباري واختيار سؤالين من ثلاثة، والأسئلة خالية من الأخطاء العلمية والفنية وكذلك التراجم، ويقيس مستويات المعرفة والتذكر والفهم والتطبيق وحل المشكلات، والأسئلة تغطي كل موضوعات المنهج الدراسي والكتاب، وقال إنه بالنسبة للاقتصاد فإن الورقة الامتحانية واضحة وخالية من الأخطاء وراعت الأسئلة- في مجملها- المستويات العقلية المختلفة من تذكر وفهم وتطبيق ومستويات عليا ومناسبة للزمن المخصص للإجابة والمراجعة»، وأشار أبوسريع، في تصريحات صحفية أمس، إلي أن كل الأسئلة من الكتاب الدراسي والنماذج، وأضاف: «نعتمد في تقديراتنا للأمور علي نتائج العينة العشوائية ولا نعتمد علي النسبة العامة للنجاح حيث إنه إذا اتضح أن الشريحة الحاصلة علي 90% فأكثر قليلة وغير متسقة مع الشكل العلمي يتم اتخاذ قرار بإعادة توزيع الدرجات علي المادة». وتابع مؤكدا أنه تم إعادة توزيع الدرجات في مادة التفاضل والتكامل، أكثر من 3 مرات لرفع نسبة النجاح في المادة، وقال إنه في حالة ثبوت وجود أخطاء في الامتحانات فإن هناك آلية لمحاسبة واضعي الامتحانات وحتي الآن لم يحدث أن وردت أخطاء في الامتحانات.
ورفض أبوسريع تحميل الوزارة مسئولية انتحار الطلاب، وقال: ليس هناك ما يثبت أن الامتحانات هي السبب الحقيقي وراء انتحار هؤلاء الطلاب، وأضاف: «لو أن السبب هو الامتحانات والانتحار بسبب الامتحانات فأنا مستعد أن أترك الوزارة فورا علي المستوي الإنساني، لأنني لا أقبل أن يخسر طالب واحد أحد أظافره وليس حياته.. ولا أستطيع تحمل ذلك علي المستوي الإنساني»
هذا المقال من جريدة البديل
يوم الجمعة 27/6/2008
مع ارق التمنيات بالنجاح لطلاب الثانوية العامة
email/eljoker_0072000@yahoo.com